
قوّة التسامح: مفتاحٌ للسّلام الدّاخلي
التسامح ليس فقط هدية تقدمينها للآخرين، بل هو هدية تقدمينها لنفسك أولًا...
"أنسى لكن لا أسامحْ"، "لا أستطيع أن أغفر"، "صعبة كتير" عبارات نسمعها مرارًا وتكرارًا ونعبِّر عنها يوميًّا في حياتنا....
تأتي الخيبات والطعنات والخيانات في بعض الأوقات من أقرب الناس والأحباء.... ونظنّ بأنَّ الأمر معقَّد لدرجة أنه يبدو مستحيل.... ومن الصعب بمكان إعادة العلاقات إلى مكانها الصَّحيح..... وحتى أنّ الإعتذار قد يأتي متأخرًا....
لماذا التسامح أو الغفران خطوة أو قرارٌ مهم في حياتي؟
هل أسامح في كل مرَّة يُخطأ أحدٌ ما في حقّي؟ وهل لديَّ القدرة على تقبُّل الآخرين رغم اختلافاتهم عنِّي؟
هل تعني مغفرة أخطاء الآخرين تجاهنا اننا نسقط حقنا في العدالة والقصاص؟
هل تعني أننا نتنازل عن تبرئة وتبرير أنفسنا من الاساءة التي تكون قد لحقت بشخصنا أو سمعتنا؟
ابدا!!
إن المغفرة التي أمرنا بها الرب تجاه المسيئين الينا إنما تعني شيئا واحدا، وهو أننا لا نسعى لأخذ حقنا بأيدينا، ولا أن نتصرف من خلال رد الاساءة بالمثل وتلقين الآخرين درسًا في مقابل تعرضهم الينا بالأذى. (لسنا نتكلم عن العنف)
في عالم يمتلئ بالتحديات والضغوطات، يصبح التسامح قوّة حقيقية تمنح الإنسان السلام الداخلي والقدرة على المضي قدمًا.
التسامح لا يعني الضعف أو التنازل عن حقوقك، بل هو قدرة راقية على التحرر من الغضب والأحقاد، والنظر إلى الأمور من منظور أكثر نضجًا وإنسانية..... إنه اختيار واعٍ بعدم السماح للمواقف السلبية بأن تسيطر على مشاعرك وسعادتك.
عندما تختارين التسامح، فإنك تحررين نفسك من المشاعر السلبية التي قد تؤثر على صحتك النفسية والجسدية. الغضب والاستياء يمكن أن يسببا التوتر والقلق، بينما التسامح يجلب الراحة والسعادة.
عندما نسامح ونغفر الإساءة فإننا:
- نبني علاقات صحية: سواء مع الأهل، الأصدقاء، أو الشريك، فإن التسامح يساعد في تقوية العلاقات وتقليل النزاعات، مما يجعلك أكثر قدرة على التفاعل بإيجابية مع من حولك.
- نعزِّز الثقة بالنفس: الفتاة المتسامحة هي فتاة قوية تعرف كيف تتحكم في مشاعرها، ولا تسمح للماضي بأن يعرقل تقدمها. هذا يعزز ثقتها بنفسها ويجعلها أكثر قدرة على اتخاذ قرارات حكيمة.
- ننجح في العمل والدراسة: في الحياة المهنية أو الأكاديمية، التسامح يساعدك على تقبل الانتقادات والتعامل مع الضغوطات بطريقة أكثر نضجًا، مما يساهم في تطويرك وتحقيق أهدافك.
كيف تكونين متسامحة؟
ضعي نفسك مكان الآخرين: أحيانًا، يكون الفهم العميق لدوافع الآخرين كافيًا لتخفيف الغضب والشعور بالألم.
تعلمي من التجارب: كل موقف يمر بك يحمل درسًا، والتسامح يمكن أن يكون وسيلة لنموك الشخصي بدلاً من الاستسلام للألم.
مارسي الامتنان: التركيز على الأمور الإيجابية في حياتك يجعلك أكثر ميلًا للعفو والتجاوز عن الأخطاء.
لا تبالغي في توقعاتك: إدراك أن الناس ليسوا مثاليين، وأن الجميع يرتكبون الأخطاء، يساعدك على التسامح بسهولة أكبر.
التسامح ليس فقط هدية تقدمينها للآخرين، بل هو هدية تقدمينها لنفسك أولًا... إنه يمنحك الحرية العاطفية، يجعلك أقوى، ويساعدك على تحقيق حياة مليئة بالسعادة والنجاح.
كوني الفتاة التي تتجاوز العقبات بابتسامة، وتواجه الحياة بقلب متسامح وعقل متفتح.
وتذكَّري أن عدم المسامحة أو عدم الغفران هو السمّ الذي نتجرّعه متأملين موت أحدهم منه...
محبة الآخرين, القوة, التسامح, الغفران, الحرية, الإساءة, المسامحة
- عدد الزيارات: 50